شهدت الفترة الأخيرة من القرن الحادي والعشرين العديد من التطورات والتغيرات المتتابعة والمتسارعة التي جعلت من الصعب متابعة وملاحقة هذا التطور في بيئة الأعمال وبصفة خاصة في مجال تكنولوجيا الإنتاج والإدارة . إذ ساعد التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على هذا التطور والتقدم والانتشار بسرعة على مستوى العالم، حيث أدى هذا التقدم إلي انتشار استخدام الحاسبات الإلكترونية بصورة أفضل، بإمكانيات أكبر، بجهد أقل، في وقت أسرع كما ساعد ذلك على سرعة نقل الأفكار والاختراعات والابتكارات وبصفة خاصة في مجالات تكنولوجيا الإنتاج والإدارة والمعلومات وكل ذلك أدى إلى تغييراً جزرياً في أساليب الإنتاج والإدارة وظهور مجموعة من الأساليب الفنية التي تعتمد بشكل كبير على التقنية الصناعية المتطورة Advanced Manufacturing Technology(1). وضعت تكنولوجيا الإنتاج المتطورة (AMT) المنظمات أمام أحد اختيارين إما حتمية التفاعل مع البيئة المحيطة والتطوير المستمر أو مغادرة عالم الصناعة، حيث أصبح على منظمات الأعمال ضرورة مواكبة تلك المتغيرات والتفاعل معها والتنسيق المستمر بين خصائص الأنظمة الصناعية ومقوماتها وبين متطلبات وأبعاد المتغيرات الداخلية والخارجية المحيطة بالمنظمة بما يحقق التطوير المستمر ويدعم قدرتها على البقاء والاستمرار وتحقيق الأهداف (2) . وقد أسفرت هذه التطورات عن تغيرات هيكلية في نظم وخصائص بيئة التصنيع التي أخذت اتجاهين متزامنين الأول الذي يتعلق بالتطورات في مجال تكنولوجيا الإنتاج والتصنيع والثاني يتعلق بالتطورات في الأساليب الإدارية للإنتاج وتعد كل من ادارة سلسلة التوريد وادارة الجودة الشاملة من الأساليب الإدارية المتكاملة.
ادارة سلسة التوريد
جميع الحقوق محفوظة ©أحمد محمد أحمد مصطفى