أثر العدالة التنظيمية والتماثل التنظيمى على ولاء الفرد لنقابات العمال المستقلة، وميوله للاحتجاج الجماعى

ملخص البحث

الهدف: مع تزايد وتيرة الاحتجاجات العمالية الجماعية والمطالب الفئوية فى مصر، واتجاه العاملين فى معظم المنظمات الحكومية والقطاع الخاص لتأسيس نقابات واتحادات عمال مستقلة، وعدم الثقة فى الاتحاد العام لعمال مصر، ودعم الاتحادات والنقابات المستقلة للحركة العمالية، حاول هذا البحث الاستفادة من النظريات السياسية والاجتماعية التى حاولت تفسير مسببات الحركات الاجتماعية والاحتجاجات الجماعية، وذلك بدراسة بعض العوامل التنظيمية التى تؤثر على سلوك العاملين للولاء لهذه الاتحادات والنقابات من ناحية، وتأثير هذه المتغيرات والولاء للاتحادات على ميول العاملين للاحتجاج الجماعى. المنهجية: اعتمد البحث على تطوير واختبار نموذج يتضمن العلاقات التأثيرية بين خمس (5) متغيرات هى إدراك العدالة التنظيمية، وإدراك التماثل مع المنظمة، والتماثل مع المجموعة (وهو الولاء للنقابة أو اتحاد العمل المستقل)، وإدراك فعالية المجموعة، والميول للاحتجاج الجماعى. وتم تجميع البيانات الأولية من خلال توجيه استقصاء يتضمن مقاييس متغيرات البحث- بعد إجراء التحليل العاملى على عينة أولية من مجتمع البحث لاختبار صدق وصلاحية المقاييس- إلى عينة حجمها (400) مفردة من العاملين في المنظمات المختلفة والأعضاء في النقابات المستقلة الممثلة للاتحاد المصرى للنقابات العمالية المستقلةـ وبلغت عدد القوائم التى تم تحليلها (348) قائمة استقصاء، وتم الاعتماد على أسلوب نمذجة المعادلات الهيكلية Structure Equation model بواسطة برنامج Amos 20 لتقدير التأثيرات الكلية والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة بين متغيرات نموذج البحث، واختبار صحة ثمانية فروض تضمنها البحث. النتائج: أكدت نتائج الدراسة التطبيقية تأييد كافة الفروض التى تضمنها البحث. حيث وجد تأثير سلبي لإدراك العدالة التنظيمية على ميول العاملين للاحتجاج (كلما زاد الشعور بالعدالة التنظيمية كلما انخفضت ميول الاحتجاج الجماعى، كذلك توصل البحث إلى وجود تأثير إيجابي للعدالة التنظيمية على التماثل التنظيمى، كذلك أكد هذا البحث وجود تأثير إيجابى قوى لتماثل الفرد مع المجموعة وولاءه للمجموعة – الاتحاد المستقل أو النقابة المستقلة-على ميوله للاحتجاج الجماعى. في حين يؤثر التماثل التنظيمى تأثيرا سلبيا معنويا على ولاء الفرد للنقابات العمالية المستقلة، ومن ثم يقلل من درجة الميول للاحتجاج الجماعى. الأهمية: اعتمد البحث على تطوير واختبار نموذج يتضمن إدراك العدالة التنظيمية والتماثل والولاء للمنظمة وللمجموعة، وقد مكن استخدام أسلوب نمذجة المعادلات الهيكلية من دراسة العلاقات المباشرة وغير المباشرة بين متغيرات النموذج، للربط بين افتراضات نظرية الحرمان النسبى – فى متغير العدالة-، وبين نظرية الهوية الاجتماعية – التماثل مع المنظمة والتماثل مع المجموعة، وبين الدراسات التى تناولت دور الاتحادات العمالية فى الإضراب والاحتجاج، ومن ثم تكون النتائج هنا أكثر تعبيرا عن تفاعل جميع هذه المتغيرات لتفسير مسببات ودوافع الاحتجاجات العمالية الجماعية. المحددات: اقتصر البحث على المتغيرات التي تضمنها دون الأخذ في الاعتبار الدوافع الاقتصادية والسياسية للاحتجاج الجماعى، كما اعتمد على عينة ميسرة لعدم رغبة اتحاد العمال بإمداد الباحث بإطار يتضمن أعضاء الاتحاد، كذلك عدم تضمين المتغيرات الديموجرافية والتنظيمية في نموذج البحث.

الكلمات المفتاحيه

العدالة التنظيمية، الاحتجاج الجماعى والمطالب الفئوية للعاملين

جميع الحقوق محفوظة ©حامد زعزوع سنوسي